الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
.قال أحمد عبد الكريم الأشموني: سورة الأعراف مكية إلاَّ قوله: {واسألهم عن القرية} الثمان أو الخمس آيات إلى قوله: {وإذ نتقنا الجبل} فمدني وهي مائتان وخمس آيات في البصري والشامي وست في المدني والمكي والكوفي اختلافهم في خمس آيات {المص} عدها الكوفي {مخلصين له الدين} عدها البصري والشامي {كما بدأكم تعودون} عدها الكوفي {ضعفًا من النار} عدها المدنيان والمكي الحسنى {على بني إسرائيل} الثالث عدها المدنيان وكلهم عد {بني إسرائيل} الأول والثاني ولم يعدوا الرابع ولا قوله: {من الجنّ والإنس} وفيها ما يشبه الفواصل وليس معدودًا بإجماع أربعة مواضع {فدلاهما بغرور} و{لقد أخذنا آل فرعون بالسنين} و{خر موسى صعقًا} {عذابًا شديدًا} وكلمها ثلاثة آلاف وثلاثمائة وخمس وعشرون كلمة وحروفها أربعة عشر ألفًا وثلاثمائة وعشرة أحرف.{المص} تقدم أنَّ في الحروف التي في فواتح السور الحركات الثلاث الرفع والنصب والجر فالرفع من وجهين والنصب من وجه والجر من وجه فالرفع كونها مبتدأ والخبر فيما بعدها أو خبر مبتدأ محذوف والنصب كونها مفعولًا لفعل محذوف والجر على إضمار حرف القسم أو هي قسم فعلى أنَّها مبتدأ أو خبر مبتدأ أو مفعول فعل محذوف فالوقف عليها كاف وإن جعل كتاب خبر مبتدأ محذوف تقديره هذا كتاب كان الوقف على {المص} تامًا وإن جعل في موضع جر على القسم والجواب محذوف جاز الوقف عليها وليس بوقف إن جعل قسمًا وما بعده جوابه والتقدير وهذه الحروف إنَّ هذا الكتاب يا محمد هو ما وعدت به وحينئذ فلا يوقف على {المص} وهكذا يقال في جميع الحروف التي في أوائل السور على القول بأنها معربة وأنَّ لها محلًا من الإعراب {كتاب أنزل إليك} كذا جائز لأنَّ كتاب خبر مبتدأ محذوف و{أنزل} جملة في موضع رفع صفة لكتاب أي كتاب موصوف بالإنزال إليك {حرج منه} كذا كاف إن علقت لام كي بفعل مقدر أي أنزلناه إليك لتنذر به وليس بوقف إن علقت بأنزل {لتنذر به} حسن إن جعل ما بعده مستأنفًا خبر مبتدأ محذوف أي وهو ذكرى للمؤمنين وحذف مفعول لتنذر أي الكافرين وليس بوقف إن عطفت {وذكري} على {كتاب} لتعلق اللام بأنزل أو عطفته على {لتنذر} أي وتذكرهم {وذكرى للمؤمنين} تام إن جعل الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد أمته وليس بوقف إن جعل الخطاب للأمة وحدها لأنَّه يكون الإنذار بمعنى القول أي لتقول يا محمد اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ومن حيث كونه رأس آية يجوز {من ربكم} جائز.{أولياء} كاف وقال أبو حاتم تام.{تذكرون} تام.{قائلون} كاف وقيل تام.{ظالمين} كاف ومثله {المرسلين} قيل ليس بكاف لعطف {فلنقصن} على {فلنسألن}.{بعلم} أكفى منهما.{غائبين} تام.{الحق} حسن وقيل كاف للابتداء بالشرط.{المفلحون} كاف.{يظلمون} تام.{معايش} كاف وقيل تام و{معايش} جمع معيشة فلا يهمز لأنَّ ياءه أصلية عين الكلمة غير زائدة ولا منقلبة وأما الهمر في بضائع ورسائل فمنقلب عن ألف وفي عجائز عن واو.{تشكرون} تام.{ثم صورناكم} جائز ومثله {لآدم} والوصل أوضح لعطف الماضي على فعل الأمر بفاء التعقيب.{إلاَّ إبليس} جائز.{من الساجدين} كاف.{إذ أمرتك} حسن لما فيه من الفصل بين السؤال والجواب وذلك أنَّ الفعل الذي بعده جواب إلاَّ أن الفاء حذفت منه وما استفهامية مبتدأ والجملة بعدها خبر ما أي أيّ شيء منعك من السجود أو أن لا تسجد أو ما الذي دعاك أن لا تسجد.{أنا خير منه} جائز.{من طين} كاف ومثله {من الصاغرين} و{يبعثون} و{المنظرين}.{المستقيم} جائز.{وعن شمائلهم} كاف عند العباس بن الفضل وقال غيره ليس بكاف لاتصال ما بعده به قاله النكزاوي.{شاكرين} كاف.{مدحورًا} تام عند نافع وأبي حاتم على أن اللام التي بعده لام الابتداء ومن موصولة و{لأملأنَّ} جواب قسم محذوف بعد من تبعك لسد جواب القسم مسده وذلك القسم المحذوف وجوابه في موضع خبر من الموصولة.{أجمعين} كاف.{من حيث شئتما} جائز.{الظالمين} كاف.{من سوآتهما} جائز وقيل كاف.{الخالدين} كاف.{الناصحين} حسن وقيل ليس بوقف للعطف.{بغرور} أحسن مما قبله.{من ورق الجنة} كاف لأنَّه آخر جواب لما.{مبين} حسن.{أنفسنا} صالح وقيل ليس بوقف لأنَّ ما بعده متصل به.{من الخاسرين} كاف.{اهبطوا} حسن وقال الأخفش تام إن جعل ما بعده مبتدأ خبره {لبعض عدو} وليس بوقف إن جعل ما بعده جملة في موضع الحال من الضمير في {اهبطوا} أي اهبطوا متباغضين.{عدو} كاف.{إلى} حين تام ومثله {تخرجون}.{وريشًا} كاف على قراءة {ولباس التقوى} بالرفع خبر مبتدأ محذوف وبها قرأ حمزة وعاصم وابن كثير وأبو عمرو وليس بوقف على قراءته بالنصب عطفًا على {لباسًا} أي أنزلنا لباسًا وأنزلنا لباس التقوى وبها قرأ نافع وابن عامر والكسائي.{ذلك خير} كاف على القراءتين أي لباس التقوى خير من الثياب لأنَّ الفاجر وإن لبس الثياب الفاخرة فهو دنس وقيل لباس التقوى الحياء.من آيات الله ليس بوقف لأنَّ ما بعده حرف ترج وهو لا يبدأ به.{يذكرون} تام.من الجنة ليس بوقف لأنَّ ينزع حال من الضمير في {أخرج} أو من {أبويكم} لأنَّ الجملة فيها ضمير الشيطان وضمير الأبوين ونسبة النزع والإراءة إلى الشيطان لتسببه في ذلك.{سوآتهما} كاف وقال أبو حاتم تام للابتداء بعده بأنَّه وليس بوقف على قراءة عيسى بن عمران أنه بفتح الهمزة والتقدير لأنَّه.{من حيث لا ترونهم} تام.{لا يؤمنون} كاف.{أمرنا بها} حسن وجه حسنه إنَّه فاصل بين الاعتقادين إذ تقليد الكفار آباءهم ليس طريقًا لحصول العلم وقولهم {والله أمرنا بها} افتراء عليه تعالى إذ كل كائن مراد لله تعالى وإن لم يكن مرضيًا له ولا آمرًا به وما ليس بكائن ليس بمراد له تعالى إذ قد أمر العباد بما لم يشأه منهم كأمره بالإيمان من علم موته على الكفر كإبليس ووزيريه أبوي جهل ولهب إذ هم مكلفون بالإيمان نظرًا للحالة الراهنة لقدرتهم ظاهرًا وإن كان عاجزين عنه باطنًا لعلم الله تعالى بأنهم لا يؤمنون إذ قد علم تعالى ممن يموت على الكفر عدم إيمانه فامتنع وجود الإيمان منه وإذا كان وجود الإيمان ممتنعًا فلا تتعلق الإرادة به لأنَّها تخصيص أحد الشيئين بالفعل أو الترك بالوقوع تعالى أن يكون في ملكه ما لا يريد.{بالفحشاء} أحسن مما قبله وقال نافع تام.{ما لا تعلمون} كاف وكذا {بالقسط}.{كل مسجد} جائز ومثله {له الدين} على أنَّ الكاف في محل نصب نعت لمصدر محذوف تقديره تعودون عودًا مثل ما بدأكم وتام إن نصب {فريقًا} بهدى أو جعلت الجملتان مستأنفتين وليس بوقف إن نصبتا حالين من فاعلين {تعودون} أي تعودون فريقًا مهديًا وفريقًا حاقًا عليه الضلالة فنصب {فريقًا} الثاني بإضمار فعل يفسره ما بعده أي وأضلَّ فريقًا فهو من باب الاشتغال وروى عن محمد بن كعب القرظي أنَّه قال في هذه الآية يختم للمرء بما بديء به ألا ترى أنَّ السحرة كانوا كفارًا ثم ختم لهم بالسعادة وأنَّ إبليس كان مع الملائكة مؤمنًا ثم عاد إلى ما بديء به فعلى هذه التأويلات لا يوقف على تعودون قاله النكزاوي.{الضلالة} حسن.{من دون الله} جائز.{مهتدون} تام.{مسجد} جائز.{واشربوا} حسن.{ولا تسرفوا} أحسن مما قبله.{المسرفين} تام.{من الرزق} حسن وكذا {في الحياة الدنيا} على قراءة نافع {خالصة} بالرفع استئنافًا خبر مبتدأ محذوف تقديره هي خالصة للمؤمنين يوم القيامة أو الرفع خبر بعد خبر والخبر الأول هو {للذين آمنوا} والتقدير قل الطيبات مستقرة للذين آمنوا في الحياة الدنيا وهي خالصة لهم يوم القيامة وإن كانوا في الدنيا تشاركهم الكفار فيها وليس بوقف على قراءة باقي السبعة بالنصب على الحال من الضمير المستكن في الجار والمجرور الواقع خبرًا لهي والتقدير قل هي مستقرة للذين آمنوا في حال خلوصها لهم يوم القيامة.
|